الخميس، 9 ديسمبر 2010

صفحة من أرشيف بائسة




وَقَفْتُ أُعِدُّ الْطَعَامَ , وأَهِمُّ بِتَرْتِيبِ الْمَنْزِلِ , وإذَا بِصَوْتِ رَضِيعٍ خَلَعَ قَلْبِي وَرَاءَهُ حَنِينَاً , أَصَخْتُ إلَيْهِ , فَإِذَا بِهِ مِنْ حُجْرَةِ الْنَوْمِ , أَسْرَعْتُ بِتَنْفِيضِ يَدَيَّ مِمَّا تَعَلَّقَ بِهِمَا مِنْ مَاءٍ .. يَجْذِبُنِي الْصَوتُ نَحْوَ الْحُجْرَةِ هُرْوَلاً .. رُبَّمَا وَاهِمَةً ! عَاوَدْتُ الْعَمَلَ لِبَعْضِ الْوَقْتِ .. عَادَ الْصَوْتُ مَرَّةً أُخْرَى .
يَاإِلَهِي , كَمْ تَعْلَم أَنَّ كُلَ مَابِي يُصَارِعُ أَنْفَاسَ الاشْتِيَاقِ لِرُؤْيَةِ وَلِيدٍ أَضُمُّهُ , أَشْعُرُ بِأَصَابِعِهِ الْبَرِيئَةِ تُدَاعِبُنِي , وَتَتَلَمَّسُ مَلامِحَ مَحْيَاي ...
أُتَمْتِمُ بِتِلْكَ الْكَلِمَاتِ مُتَّجَهَةٌ صَوْبَ الْحُجْرَةِ ... صَوْتُ الْطِفْلِ يُنَادِينِي طَرَبَاً بِبُكَاءٍ وَجِفَتْ لَهُ الْرُوحُ هَيَامَاً ..
تَمَاسَكْتُ خَوْفَاً مِنَ الانْهِيَارِ , وَأَنْ تَتَّهِمَنِي وَالِدَةُ زَوْجِي الْمُقِيمَةُ بِالْطَابِقِ الأسْفَلِ بِالألَسِ .
بِالأمْسِ البَعِيدِ عِنْدَمَا زَارَتْنِي لِتَهْنِئَنِي بِالْزِفَافِ , وَبَدَأَتْ تُلْقِي عَلَيَّ بِأَسْئِلَةٍ وَهِيَ تَرْمِينِي بِطَوَارِفِهَا ...!
كَمْ ثَمَن فُسْتَانِ الْزِفَافِ ؟؟ وَكَمْ كَانَتْ تَكَالِيف مَرَاسِمِ الْعُرْسِ ؟ مَنْ تَوَلَّى نَفَقَة مَأْدُبَةِ الْعَشَاءٍ ؟ و ... ... ؟ و ... ... ؟
- زَوْجِي , لِمَاذَا تَسْأَلُ وَالِدَتُكَ عَنْ ...؟ أَلَمْ تَقُلْ لَهَا ... ... ؟ وَلَمْ ألْتَفِتْ إلَى أَنَّهُ عِنْدَمَا كَانَ يَرْغَبُ فِي زِيَارَتِهَا , دَائِماً مَايَقُومُ بِاخْتِيَارِ الْمَلابِسِ الْوَاهِيَةِ الْرَثَّةِ لارْتِدَائِهَا ...!
تَذَكَّرْتُ الْصِّدَامَ الَّذِي تَكَرَّرَ مِرَارًا أيَّامَ الْخِطْبَةِ , وَأَنَا أُرَافِقُ وَالِدَتِي لِتَجْهِيزِ شَقَّةِ الْزَوْجِيَةِ , والَّذِي نَزَلَ عَلَيَّ كَالٍقَارِعَةِ , عِنْدَمَا تَطَاوَلَتْ عَلَيْنَا بِمَا قَرَعَ آذَانِنَا من ْسَبٍّ وطَعْنٍ بِكَلامٍ مَااسْتَكَّ فَي مَسَامِعِي مِثْلُهُ .. وَقْتَهَا تَعَهَّدَ زَوْجِي لَنَا بِأَنَّهَا حَالَةٌ عَارِضَةٌ وَسَتَزُولُ حَتْمَاً , دُونَ تَقْدِيمِ مُبَرِّرَاتٍ لِذَلِكَ .
أفَقْتُ فَزِعَةً عَلَى وَابِلٍ مِنَ الْسَبِّ الَّذِي رَافَقَنِي مُنْذُ اللَيْلَةِ الأُولَى ..!
مَاذَا أَفْعَلُ وَزَوْجِي فِي الْعَمَلِ ؟؟ .. أَخْشَى أَنْ أَجِدَهَا تَطْرُقُ بَابِي , وَتَتَطَاوَلُ عَلَيَّ بِالْضَرْبِ , مَازَالَتْ تَلْسبُ , فَتَحْتُ جِهَازَ الْسِي دِي ؛ لِيَطْغَى صَوْتُهُ عَلَى مَالا أُرِيدُ سَمَاعَهُ ؛ فَازْدَادَ صَوْتُهَا اتِّقَادًا وتَلَذُّعَا .. زِدْتُ أَيْضاً ؛ فَهَبِطَتْ لأسْفَلِ الْدَرْجِ حَيْثُ مَصْدَر الْكَهْرَبَاءِ , وفَصَلتْها عني .
مَاذَا أَقُولُ لِزَوْجِي وَقَدْ شَكَوْتُ لَهُ ؟ .. لكن كَلامِي لايَنْهَضُ فيه بُرْهَانٌ , كَانَ يتَّهِمُنِي بَاطِلاً بِالْنَيْلِ مِنْ وَالِدَتِهِ حَسَب ادِّعَاءَاتِهَا ؛ فَجَعَلَتْ بَيْنِي وبَيْنَهُ صَدْعَاً , حَتَّى تَشَعَّثَتْ أُلْفَتُنَا .
إنَّهَا لاتَكِلُّ ولا تَمِلُّ , أعْتَقِدُهَا تَتَغَنَّى بِهِ وهِيَ تَقُومُ بالأعْمَالِ الْمَنْزِلِيَّةِ , وَمَتَى اقْتَرَبَ مَوْعِدُ زَوْجِي ؛ تَكُفُّ , وَتَبْدَأُ فِي مُدَاعَبَةِ حَفِيدَتِهَا , ومَتَى وَقَعَ نَظَرُهَا عَلَيَّ أمَامَهُ ؛ لاأسْمَعُ مِنْهَا سِوَى لَدِنَ الْكَلامِ ...
يا إلهي ... أَهِي ثَرْمَلَة ؟ أمْ أَيْم تَتَغَضَّفُ ؟!
سَأُصَابُ بِالانْهِيَارِ مِمَّا يَتَوَارَدُ عَلَى أُذُنَايَ مِنْ بَذِيءِ الْكَلامِ الَّذِي مَاتَعَوَّدْتُ سَمَاعَهُ مِنْ قَبْلِ ..
لايُوجَدْ مَعِي إلَّا الْهَاتِفَ المَحْمُولَ .. نَعَمْ سَأَقُومُ بِتَسْجِيلِ ماتَقُولُه لِتَكُون مَعِي حُجَّةٌ بَتْرَاءٌ دَامِغَةٌ ؛ فَقَدْ أَدْهَقَ الْكَأْسُ إلَى أصْمَارِهِ
شَغَّلْتُ الْمُسَجِّلَ وتَرَكْتُهُ يَلْتَقِطُ الْدُرّرَ .. أسْمَعْتُهُ مَاتَغَنَّتْ بِهِ الأمُّ وأنَا أَرْتَدِي مَلابِسِي كَيْ أَذْهَب لِبَيِتِ أهْلِي.. كَانَ يُمَزِّقُ وَجْهَهُ الْخَجَلُ مِنِّي تِلْكَ الْمَرَّة ؛ لانْكِشَاف قِنَاعَ الْشَكِ عَنٍ مَحْيَا الْيَقِينِ ! .. حَاوَلَ أنْ يُقَوِّضَ دَعَائِمَ بُرْهَانِي ويحَذْفُ مَاقُمْتُ بِتَسْجِيلِه , ولَكِنِّي صَمَّمْتُ أنْ أُسْمِعَهُ لِوَالِدِي .
عَاَد لِوَالِدَتِهِ يَرْمِيهَا بَأقْحَافِ رَأْسِهَا .. ويُخَبِّرُهَا بِمَا كَانَ مِنِّي ؛ لِتَنْهَارَ أَمَامَهُ صَاغِرَةً قَمِيئَةً : ( لَقَدْ ظَلَمْتَنِي يَاوَلَدِي )
وَبَعْدَ عِدَّةِ أيَّامٍ قَضَيْتُهَا عِنْدَ عَائِلَتِي طَلَبَ زَوْجِي الْعَوْدَةَ لِمَنْزِلِ الْزَوْجِيَّةِ وَتَعَهَّدَ لِي تِلْكَ الْمَرَّةِ أَنَّ الْوَالِدَةَ قَدْ شَعُرَتْ بِالْنَّدَمِ بَلْ واعْتَذَرَتْ عَمَّا بَدَا مِنْهَا ...
عُدْتُ ...!
لأجِدُنِي جَالِسَةٌ أمَامِي .. بِنَفْسِ مَلْبَسِي .. مُنْدَهِشَةٌ مِنِّي .. لا ... انَّنِي أتَكَرَّرُ فِي الْرُدْهَةِ ..!
زَنَرَنَ أَعْيُنَهُنُ إلَيَّ بِدَهْشَةٍ ثُمَّ إلَى أنْفُسِهِنَ كَمَا لَوْ تَقُولُ الْنَظَرَاتُ : مَاأتَى ِبِكِ إلَى هُنَا ؟
تَقَهْقَرْتُ لَلْوَرَاءِ حَيْثُ أتَيْتُ وَكَمْ كُنْتُ أتَمَنَّى سُؤَالِهِنَّ : مَاذَا تُرِدْنَ مِنِّي ؟ ومَاالَّذِي أتَى بِكُنَّ هُنَا ؟
اسْتَنْكَرَ زَوْجِي مَاقَصَصْتَهُ عَلَيْهِ , وأثْنَاءَ الجِدَالِ .. صَمَتَ بُرْهَةً سَاهِفَ الْوَجْهِ , تَتَّبَعُ عَيْنَاهُ شَيْئاً مَا فِي الْحُجْرَةِ , ثُمَّ , تَشْخُصَانِ عِنْدَ طَرْقَةٍ عَلَى أحَدِ الْجُدْرَانِ بِصَوْتٍ مُرِيبٍ
* لاشَيْء مِمَّا تَرْوِيِهِ صَحِيح .. مَاذَا تَقْصُدِينَ ؟ هَلْ تَتَطَاوَلِينَ بِالْقَوْلِ أَنَّ وَالِدَتِي الْفَاعِلَةَ ؟ لا ... لاأسْمَحُ بِذَلِكَ ...
- أُرِيدُ الْذِهَابَ لِبَيْتِ والِدِي .. لَمْ أسْتَطِعْ الْتَحَمُّل ..
* نَقَضِي الْلَيْلَةَ هُنَا فَلا يَصِحُّ الْعَوْدَة إلَيْهُمُ فِي نَفْسِ الْيَوْمِ .
اكْتَلأَتْ عَيْنِي أقْرَأُ مَاتَيَسَّرَ مِنْ كِتَابِ اللهِ مُتَرَقِّبَةً عَقَارِبَ الْسَاعَةِ بَيْنَ الْفَيْنَةِ والأُخْرَى أتَحَدَّى كَرَى تَمَضْمَضَ فَي عَيْنِيَّ ؛ لأَرَى زَوْجِي مُتَّجِهَا مِنْ حُجْرَةِ الْنَوْمِ صَوْبَ دَوْرَةِ الْمِيَاةِ ولَمْ يَعُدْ ,
ثُمَّ مِنْ الْحُجْرَةِ مُتَّجِهَا لِحُجْرَة الْــ ... ,
وَجَدْتَهُ يَخْرُجُ ... ... !
نَادَيْتَهُ مُتَحَرِّكَةً نَحْوَ آخِر حُجْرَةٍ اتَّجَهَ إلَيْهَا , لأَجِده يُبَادِلُنِي الْحَدِيثَ مِنْ فِرَاشِهِ , الَّتِي لَمْ يُغَادِرها مُنْذُ الْلُجُوءِ إلَيْهَا !
- آااااهٍ , لَقَدْ انْبَلَجَ نُورُ الْصَبَاحِ .. أخْرِجْنِي مِنْ هُنَا عَلَى الْفَوْرِ .
الْسَاعَةُ تَدُقُّ الْسَادِسَةَ صَبَاحَاً ...
هَبَطْتُ دَرَجَاتَ الْسُلَّمِ وَجِفَةً وَجِلَةً , لأَجِدَهَا عَلَى عَتَبَةِ دَارِهَا تَتَشَدَّقُ بِالْعَلَكَةِ , نَظَرْتُ إلَيِهَا .. نَظَرْتُ إلَيْهِ !
تَذَكَّرْتُ بُكَاءَهُ لِي بِانْهِيِارٍ عِنْدَمَا انْدَاحَتْ لي الْدُّنْيَا بِقَوْلِهِ : ( عِدِينِي ألَّا تَتْرُكِينِي مَهْمَا حَدَثَ , وأنْ تَعِيشِي مَعِي عَلَى الْحُلْوَةِ والْمُرَّةِ )
أسْرَعْتُ بِالْهُبُوطِ .. لاصْطَدِم َبِامْرَأةٍ مَهِيبَةَ الطَّلْعَةِ .. تَقْذَى بِهَا الْنَوَاظِرُ .. وتَلْفُظُهَا الآمَاقُ , تَمْسِكُ بِبَابِ الْدَارِ الأسْفَل وتَقُولُ ... ( عِنْدِي مَوْعِدٌ مَعَ الْحَاجَّةِ ) !

الأحد، 5 ديسمبر 2010

خاطر الغياب


يَفِرُّ بَعْضٌ مِنَ الْخَوْفِ

يَحْتَضِنُ الْخَاطِرُ الْكَثِيرُ مِنَ الْتَسَاؤُلاتِ ...

أيَشْتَاقُ الْغِيَابُ قَلْباً تَلَوَّعَتْ بِهِ الآهَاتُ ؟

أَمْ فَجَّرَتْ ابْتِسَامَتُهُ يَنَابِيعَ الْنَدَى ؛ فَتَرَيَّعَتْ بِالْبُكَاءِ ...!

يَانَفْس ...

مَالَكِ أَرهَقَكِ الْضَنَى ... حَتَّى هَاضَكِ الْكَرَى ؟

رُوَيْدَكِ ...

فَوَالَّذِي مَضْمَضَ فِي عَيْنَيْكِ دَمْعَةَ كَمَدٍ ...

ونَهْنَهَ رُوحَكِ حَتَّى أحْصَبَتْ مَضَضَاً

لأرِثَنَّكِ لِقَاءً عَنْ كَشَبٍ

تَهْنَأُ بَهَ الْعُيُونُ الهَوَاتِنُ .

مَجْنُونَةٌ أنَا ....!




أَطْبَقْتُ يَدَيَّ عَلَى عُنُقِهِ ..

نَاظِرَةً إلَى لِسَانِهِ الْمُتَدَلِّي مِنْ فَيْهِ ..

يَسِيلُ لُعَابُه الْدَافِئ مِنْ بَيْن أنَامِلِي ..

ألْعَقُهُ رِضَابَاً شَهِيَّاً حَدَّ الثُمَالَةِ

وأتَمَنَّى لَوْ كَانَ مَمْزُوجَاً بِِالدُمُوعِ

كَيْ أُحِبُّهُ أكْثَرَ ..!

مَجْنُونَةٌ أنَا ....!

الثلاثاء، 21 سبتمبر 2010

هي الدنا




كَذِبَةٌ كَبِيرَةٌ هِيَ الْدُنْيَا ..

تَتَشَدَّقُنَا كَعَ ـلَكَةٍ بَيْنَ فَكَّيْهَا ,

ثُمَّ تَمُجُّ ــنَا فِي أَقْرَبِ حَاوِيَةِ قِمَامَةٍ .!


الثلاثاء، 31 أغسطس 2010

ذات حلم




وَحِينَ انْشِطََار الْرُوحِ ذَاتَ حُلْمٍ عِنْدَ مَحَطَةِ الانْتِظَارِ ..

وَقَفْتُ مَكْتُوفَةَ الأنْفَاسِ ... تَضِيقُ بِي عَبَاءَةُ الْصَمْتِ .

وَعَلَى حَافَّةِ الْدَهْشَةِ ..

تَََتَْرىَ نَبَضَاتِي تُصَارِعُ رِِِيَاحَ الْبَقَاءِ

تَتَسَامَقُ ...

مُحَاوِلَةّ الْتَطَاوُل نَاشِبَةّ حَوَافِرَ الْلِقَاءِ ..

عَلَى جِسْرِ فَقْدٍ أدْمَنَهُ الْيَبَاس ..!

وانْحَنَتْ شُمُوخُ الْمَشَاعِرِ تَنْزِفُ شَوْقَاً

أَتْرَعَ لَهْفَةَ مُعَتَّقَةً يَجُلُّها حَنِينٌ يَتَشَدَّقُهُ الْبعَاد ..

تَسْتَغِيثُ الْوِحْدَةُ ... تَسْتَصْرِخُ تَفَاصِيل الْوِصَالِ ..

مُنَادِيَةً أنْ آنَ لِلْصَمْتِ أنْ يَنْتَحِرَ

قَبْلَ أنْ تَنْتَحِرَ مِنَ الْرُوحِ الْحَيَاة

الاثنين، 16 أغسطس 2010

سيمفونية البكاء



وتعبر الآهات ... من دهاليز الشقاء ,
تمتطي بركابها عباب الهموم معلنة مأساة جديدة ..
, تلوح منها عبارات تتلاطم على نزف جراح خلتها برأت ..
لتمور الهواجس عندما تسعفني نبضاتي النازفة متأهبة للمثول
أمام يأس طالما حاولت الفرار منه ..
في كل مرة تفر الأمنيات .. وتفارقني الأفراح ..
أتنفس الصعداء .. وأنا أعزف سيمفونية البكاء.!

الخميس، 29 يوليو 2010

فراق


عَلََى لِحُونِ الْفِرَاقِ صَارَتْ تَرَانِيمِي يَبَابَاً يُقَهْقِهُ وَجَعَاً ...
تَمتَطِي آهَاتِي سَرَابَاً وَاهِمَاً .. تَسْكنُنِي أشْبَاح الْحُزْنِ ,
كُلَّمَا فَكَكْتُ سِرَاجَ رِيحِهَا تَتَلَبَّسَنِي أَلْفَ رِيحٍٍ تَتَمَخَّضُ خَوَاطِرِي
وَعَلَى ضِفَافِ أَهْدَابِي تَرَاقَصَتْ مَدَامِعِي مَقْهُورَةً
تُطَبْطِبُ الذِكْرَى عَلَى أَطْلالِ قَلْبِي ..
فَيَفِرُّ الْشَوْقُ مِنْ بَيْنَ ضُلُوعِ الْحِيرَةِ ...
يُصَابُنِي بِشَرْخٍ لايَبْرَأُ فِي جِدَارِ الْرُوحِ

الأربعاء، 28 يوليو 2010

بسمة على بوابة الكذب


نَزَلْتُ فِي ذَلِك الْمَقْهَى ؛ أحْتَسِي نَوْعَاً مِنْ الْرِضَابِ ..
هُنَاكَ قَرَأْتُ وُجُوهَ الْنَاسِ أَتَفَرَّسُ فيهَا :
منها عَابِسَةً ...
وأخرى تُرَتِّلُهَا بَسْمَةً , يَخْطُو نُورُهَا , يَشُقُّ الْعَتْمَةَ , تَصُبُّ دَاخِِِِِلهَا عَزْمَاً وأَمَلاً ,


- يَاعَبْهَرِيَةَ الْنَسِيمِ ..! انْتَظَرْتُكِ كَثِيراً ... كَلِمَاتُكِ : شَذَاً تعْبِقُ بِِِهِ الأَرْجَاءُ .. زهور تَيْنَعُ بِدَاخِلِي ..!

لَكِ هَذَا : كَأْس ودٍ مْعَتَّقٍ نَتَقَاسَمهُ مَعَاً , أَوَدُّ الْتَوَاصُلَ غَالِيَتِي .. وَقَفْتُ مَشْدُوهَاً مُذْ رَأَيْتُكِ .. ثَكْلََى كَلِمَاتِي , ومُنْهكَة حُرُوفِي ... هَلْ لَي أَنْ أَرَى محْيَاكِ ؟!
سَبَقَتْنِي قَدَمَايَ بِالْخُرُوجِ , أتَقَيَّأ اشْمِئْزَازَةَ مُقْتٍ .


تَتَعَثَّرُ خُطَايَ...

عَلِيلٌ ... ! مُؤَكَّدِ أنَّهُ يَتَألَّمُ , بَلْ يُرِيدُ الْمُسَاعَدَة ...
- ياذات الصوت الآسر.. قَدْ أصَابَنِي الْوَصَبَ , وتَخَبْخَبَ الْبَدَنُ حَتَّى لَصبَ جَلْدُهُ , اسْتَعَزَّ بِِيَ الْعَيَاء وأَضْنَانِي الْهَيْضُ , وقَدْ أَعْضَلَ الْدَاء الأطِبَّاء , وعِلَّتِي لا يَنْجعُ فِيهَا الْدَوَاءُ .
آآآهَاتٍ .. أَنْ لا تَتْرُكِينِي يَاسَلِيلَةَ الْكَرَمِ , فَمَا أَحْوَجَنِي لِوُجُودكِ ... كُونِي بالْجِوَارِ ...!
يَالَهُ مِنْ نَائِحٍ مَلُولٍ ..
نَظَرْتُ فِي أَعْيُنِِ كَلِمَاتِه , قَرَأْتُها انْتِدَاحَاً , فَوَهَصْتُ بِهَا .


هُـــــنَا ..! وَدَدْتُ صِلَةً مُوثِقَةُ الْعرى , لِيَكُنْ بَيْنِي وبَيْنَهُ حَبْلٌ مُحْصَفٌ ...

- أُخْتَاهُ ..
رَدِيئَةٌ تلك البَضَائِعُ وأَنَا لَكِ نَاصِحٌ أمِين ...
لاتَجْذِبُكِ ألْوَانُها فَتضِلِّي ... ولا تُبْهِرُكِ أضْوَاؤُهَا فَتَكُونِي مِنَ الْنَادِمِين .
إني أتَوَسَّمُ فِيكِ مَخَايِل الْكَرَمِ , وأرَاكِ مُطْهَمَةُ الْخُلُقِ ... مَاءُ الْجَمَالِ يَتَرَقْرَقُ فِي حَرْفِك وَقَدْ فَغَا عَبِيرُه طُهْرَاً , وتَضَمَّخَ بِالْنَقَاءِ .
أصَخْتُ لَهُ , وتَلَمَّظْتُ كَلِمَاتَهِ . كَمْ هُوَ جَم الإِفْْضَالِ ... فَيَّاض الْلهَى .
ظَنَنْتُهُ هَكَذَا ..! دَنَوْت أرْتَجِِيه احْتِوَاء ...
أذْهَلَنِي مَا ارَتَأَيْتهُ..! إنه يَسْتَنْزِلُ عَنْ حُلْمِهِ , ويَزْدَهِفُ عَنْ وَقَارِهِ , وقَدْ حَلَّ حُبْوَتَهُ الْطَيْشُ .


أمممممم ....

مَاأَطْيَبَ رَائِحَة الْزُهُورِ الْزَكِيَّةِ ....
مَاأرْوَعَهَا .... نََدِّيٌ صَبَاحُهَا بَائِعَةُ الْوَرْدِ , عِنْدَمَا يَزُّخُ قَطَرَاتَهُ عَلَى الْرَوْحِ يُرْوِيهِ بَلْسَمَاً ..
جَذَبَتْنِي رِقَّتُهَا وآثَرَنِي عَطَاؤُهَا ..
- أَنْ خُذِي هَذِه يَاحَبِيبَة : فِي صَبَاحِي أَنْتِ أُنْشُودَةً ...
حقاً مَا أَجْمَلَ الْبَيْلَسَان وسَنَابِل الْقَمْحِ وزُهُور الْلَوْزِ .
اِقْتَرَبْتُ ... أَكْثَرَ لأقْطِفَ مِنْ بُسْتَانِهَا , وإذَا بِي أٌطْبِقُ يَدِي عَلَى أَشْوَاكٍ دَامِيَةٍ ...
آااااه ... كَمْ آلَمَتْنِي حَتَّى تَنَفَّسْتُ الْدُمُوعَ حَسْرَة ً..!
انْحَنَى عُودُ الْقَمْحِ هَاتِنَاً .. يُقَبِّلُ قََاعَ مَاقَدْ وَطَأَتْهُ قَدَمَايَ ... وَهَبَّتْ دَمْعَةٌ أودعت جفني نيران السهد وهياج الوجع


اسْتَنْشَقْتُ كِبْرِيَائِي , وتَطَهَّرْتُ بِعِزَّتِي ...

أمْتَطِي صَحْوَةَ الْضَوْءِ .


هَمَمْتُ بِِالْخُرُوجِ مُسْرِعَةً عَاقِدَةَ الْعَزْمَ عَدَمَ الْعَوْدَةِ ؛ فَعِطْرِهَا كاَذِبٌ .. خَادِع .

وَهُنا اخْتَلَطت بِدَوَاخِلِي ثَوَرَاتٌ كَادَت تَتَفَجَّرُ بركاناً .....


كَثِيرَاً مَاتَلَقَّفَتْنَي الْخََوَاطِرُ الْوَاهِنَةُ ... تَتَمَعَّنُ الْعُزْلَةَ والْحَيَاةَ المُعْطِبة ...

إنْطِوَاءٌ .. يُقَهْقِهُ عَابِثَاً بِتَأَمُّلاتِ صَمْتِي ..!
وثِقَةٌٌ .. يَتُوقُ لَهَا الْفَقْدُ لِتَتَرَبَّعُ عَلَى عَرْشِِِ الإنْزِوَاءِ ,
حِينَ احْتَضَنَ خَاطِرِي مَخَاضُ الْفِكْرًةِ : أََنْ الْفُظِي تِلْكَ الْوِحْدَةَ الْمُوحِشَة .


رِحْلًةٌ مُفْلِسَةٌ إلَى مُلْتَقَى الأوْهَام.ِ..

وَقَفْتُ عَلَى حَافَةِ قَرَارٍ بِالْعَوْدَةِ صَفِرَاً .. وكَفَانِي تَقَعْقُعَاً مَابَيْنَ نَصْبٍ لِلْحَبَائِلِ ... وَبَثٍ لِلْغَوَائِلِ .


آَثَرْتُ الْصَمْتَ ...

وآثَرْتُ الْوِحْدَةَ ...
فَقَطْ حَاوَلْتُ لَمْلَمَة شِتَات فِكْرِي الْمَنْثُور .


نَظَرْتُ عَلَى مَرْأَى الْبَصَرِ ...

اقْتَرَبْتُ .. شَعُرْتُ بِجِيُوشِ الْخَوْفِ بَاتَتْ مَهْزُومَة ... حَيْثُ تَهَاوَتْ قِلاع الْيَأْسِِ ... قِنْدِيل أَضَاءَ دَيْجُور الْلَّيْلِ يُعَانِقُ الْرَوْحَ ,
يَقِينٌ وَارِفٌ ... وصِدْقٌ صَهِيلُ حَرْفُه صَادِح ..
أخَذْتُ أُحْدِقُ الْرُؤْيَةَ لِتِلْكَ الْجَوْهَرَةِ الْسَنِيَّة , الْسَاطِعُ نِبْرَاسها... دَنَوْتُ مِنْهَا ... دَنَوْتُ أكْثَرَ , لأرَاهَا مَوْسُومَةً بِالْخَيْرِ !
وَضَعْتُهَا أَمَامَ عَيْنِيّ تَحْتَضِنُهَا الْمُقَل ...أَتَنَفَّسُهَا فِي امْتِنَانٍ .


أغْلَقْتُ الْحَاسُوبِ والْبَسْمَة مِلْء الْقَلْبِ .. لَنْ تَنْتَهِي أَبَدَاً .

الخميس، 22 يوليو 2010

ظل الزجاج

حَبَانِي اللهُ مَالََجَّ بِيَ الْشَوْقُ إلَيْه طُوَال سَنَوَاتِ الْعَذَابِ الْسَحُوقِ , وَرِحْلَة تَخَضَّبَتْ بِدِمَاءٍ تَسِيلُ مِنْ شَبَابٍ زَنَرَتْ مِنْ قُوَّتِهِ عَنَتَاً وَإنْهَاضَاً , بَلْ وَكَثِيرَاً مَازَهَفَتْ إِلَىَ مواتٍ مُدَمْدَمٍ .
صَحِيح أَنَّ اللهَ سُبْحَانَه وتَعَالَى حَبَانِي زَهْرَةً زَكِيَّةً , ثَََمِلْتُ مِنْ رَحِيقِهَا عِطْرَ الْطََمَأْنِينَةِ الَّتِي تَرَكَتْهَا فِي زَوَايَا الْنَفْسِ , حَطَّتْ بِي عَلَى قَارِِعَةِ أَمَلٍ يُهَرْوِلُ لَهُ الْنَبْضُ فِي الْحَوَاسِ ؛ إِلَّا أَنَّنِي كُنْتُ أَتُوقُ دَائِمَاً لِرُؤْيَةِ وَلِيدٍ أَتَّكِئُ عَلَيْهِ عِنْدَمَا يَشِبُّ وَأَشِيبُ , ويَكُونُ لِي عِوَضَاً عَنْ الْمَفْقُودَةِ .
- يُشْبِهُنِي كَثِيرَاً ... عَيْنَان عَسَلِيَّتَان... أَنْفٌ مُسْتَعْرَضٌ يُشْبِهُ أُنُوف أََجْدَادِي الأتْرَاك ,!
كَانَ فِي الْطُولِ أَهْوَجٌ .. ذُو وَجْرَةٍ .. إِذْ كَانَ ذَا غَضَاضَةٍ .. وََبَهْجَةٍ
يَوْمَاً بَعْدَ يَومٍٍْ كَانَ يَزْهُو شَبَابَاٍ , حَتَّى شَبِِلَ فِي بَنِي أبِيهِ .
عَقََدْتُ بِهِ حَبْلَ الأمَانِي , فَقَدْ أَصْبَحَ الْحِلْم عَلَى طَرَفِ الْثُمَامِ .
حَانَ أَنْ يُكْمِلَ مَسِيرَةً أَبَِتْ إِلَّا أَنْ تَعْنَقَ نَحْوَ الْثَرَاءِ الَّذِي أَدْهَقَ كَأْسُهُ إلَى أَصْبَارِهِ .
بِتُّ أَتَرَقَّبُهُ .. وَهُوَ يَجُوبُ رُدْهَةَ الْمَنْزِلِ مَارَّاً مَابَيْنَ دَوْرَةَ الْمِيَاةِ وَحُجْرَتِهِ الْخَاصَةِ يَرْتَدِي سِرْوَالَهُ , تَرْتَادُ نَظَرَاتِي جَوَلاتِهِ , أَرَاهُ مَفْتُول الْعَضَلاتِ .! مُسَيْطِرَة عَلَى مَلامِحِهِ الْحَيَوِيَّة .
نَظَرْتُ إلَى عَجْزِي ,وَتَذَكَّرْتُ ذَلِكَ الْيَومَ الَّذِي لَكِزْتُ فِيِه يَدِي صَوْبَ زُجَاجِ الْنَافِذَةِ ؛ كَيْ أَتَقَيَّؤُهَا مِنْ مِحْرَابِ أَوْرِدَتِي الَّتِي تَتَعَبَّدُ فِيِهِ ذِكْرَاهَا , وَالَّتِي مَازَالَتْ تَعْبِقُ بِحُبِّهَا الْمَلْعُون ,
هَه ... مَاهََذَا ؟ هَلْ أَمْنَحُهُ َسَنَوَات عُمْرِي ؟
لِِمَ وَقَدْ وَاجَهْتَ وَحْدِي الْزَمَن الْلَعيِن ؟
صَمَتُّ هُنَيْهَةً ...
- لا ... تِلْكَ ثَرْوَتِي سَأَظَلُّ مَعَهَا بِعِزَّةٍ قَعْسَاءٍ
أَمَّا هُوَ .. لِيذْهَبَ والْجَحِيم ؛ فَنَصِيبه مَبْتُورٌ ... مَوْءُودٌ
انْسَابَ مِنِّي الْدَمْعُ هَاتِنَاً عَلَى وَلَدِي عِنْدَمَا قَالَهَا زَوْجِي .. وَأَيْقَنْتُ وَقْتَهَا
أَنَّهَا أُبُوَّةٌ مَبْتُورَةٌ , وأَنَّ فَاقِدَ الْشَيْءِ لايُعِطِيهِ .!

السبت، 3 يوليو 2010

ويكأنه ... أنا





يَرْسِمُنِي بَسْمَةً تُصَارِعُ بُحُورَالْخَوْفِ
تَطْرقُ بَابَ أَحْلامٍٍ اغْتَالَتْ شَهِِيَّةَ الْصَمْتِ الْرَهِيبِ
فَتَخُونُنِي الْكَلِمَاتُ وَتَفِرُّ فِرْسَانُ الْحُرُوفِ خَلْفَ تَفَاصِِيلِ الْحِكَايَةِ
يَكْتُبُنِي حَنِينَاً ... دَمْعَاً نَتَقَاسَمَهُ مَعَاً ...
تَشْهَدُ عَلَيْهِ صَبَاحَاتِ الأمَانِي الَّتِي تَعْشَقُ مَلامِحُ لَيْلِي الّذِي يَخْشَى الْفِرَاقَ .

يَغْرِسُنِي جُنُونَاً فِي مِسَاحَاتِ شَمْسٍ لاتَشْرِق لِسِوَايَ ..
تَتَسَلَّلُ تُصَافِحُ غُرْبَةَ الْرُوحِ ...
أَرْتَجِفُ كُلَّمَا اقْتَرَبْتُ مِنْ مَأْدُبَةِ الْوَدَاعِ .!
لَكِنَّهُ ...
يَمْنَحُنِي قَلْبَاً ... حُلْمَاً ...
وَيَهْدِينِي رُوحاً أسكنها ... تسكنني ..
وَيَكَأَنَّهُ .... أَنـَــــا .!

السبت، 12 يونيو 2010

كانت روحي هنا






كان قلبي هنا بالقرب ..

يشاطرني بسمة انماثت في أكناف روحي ..

حتى ورفت كعطافٍ تدفئ غريري

أشاح بوجهه عني ونبذني وسجمي

يهرع من مندياتي ...

يتهدج صوتي قدعاً مما اقترفته

يرجو الغفران ..؟

الخميس، 18 مارس 2010

أنَّات المساء



أتَيْتَنِي مُتَغَطْرِفًا ...
كُلَّمَا طَفِفَتْ مِنْكَ الْبُدُورُ تَأَثَّفَ المَثْبُورُ مِنَ الغُرُوبِ !!
تُقْسِمُ بالحُشَاشَةِ ألَّا تَعُود حَتَّى تُدْرِك النُّور...؟
عِنْدَمَا تُنَاطُ النُّجُومُ ... تَتَدَلَّي عَلَى البَوَارِقِ
فَيَحْتَوِيهَا الْلَيْلُ عَلىَ مِهَادٍ وَطِيءٍ..!
أتَيْتَ مُكَلَّلاً بوَحْدَتِي يُمَزِّقُ صَدَاكَ السِّكُون
تَمْتَدُ يَدِي تُلامِسُ طَيْفَكَ ...
تَجْرَحُنِي سِهَامُكَ المَرشُوقَةُ فِي قَلْبِ الْلَيْلِ
فَتَشْذُبُ الألَمَ وتُزَيِّنُهُ بآهَاتٍ تَشُقُّ صَمْتَكَ الأنِيق
وتَسْكُبُ حُزْنَكَ سِحْرًا ....
يَتَفَجَّرُ أنْفَاسًا مُلَبَّدَةً بالكَآبَةِ ... مُتَوَشَّحَةً بِسَوَادٍ تَلَظَّى
وتَأْسرُ القَلْبَ قُيُودُكَ الثَّقِيلَةُ فَيُضْنِيهِ ذَرَّاتُ الأنِينِ
يَتَوَسَّلُ النُّورُ مِنْ قَنَادِيلِكَ السَّاكِنَةِ فِي حَنَايَاك
رُبَّمَا تَخْلَعُ يَوْمًا رِدَاءَ الحِدَادِ ...!؟

الأحد، 14 مارس 2010

ليطمع الذي






يَنْعَتُونِي دَائِمَا بِبَذْأةِ النَوَاظِر ...

هَجَرَتْنِي الْسِنُون .. بَاتَتْ صَحَرَائِي قَاحِلَة ...

مَامِنْ قَطْرَةً نَدَى تَلْتَهِِمُهَا أَرْضِي , تَرْوِي فََنََاءَ بُلَّتِي .!

أَيَا بَلْسَمَاً يُذِيبُ تَجَاعِيدُ مَحْيَايَ الَّتِي خََطَّهَا زَمَن الشَّقََاءِ عَلَى مَلامِحِي ؛ فتَنَفَّسَ بِهَا الْعُمْر .

أُرِيدُ جَمَالاً تَسْتَمْرِئُهُ الْعُيُون , وَيَسْتَمِيلُ الْقُلُوب ...!

أَيْنَ مَنْ يُشْبِِعُ حَنِينِاً كَابَدَهُ الْحِرْمَان ؟!

رَفَعْتُ رَايَةَ الْتَمَرُّد , أَعْلَنْتُ الْعِصْيَانَ بِهَذَيَانٍ كُل شَيْءٍ فِيِه مَسْمُوح ,

تَعْصِفُ بِي لََهْفَةُ جُنُونِي , تَرْسِمُ لِي ابْتِسَامَاتٍ زَائِفَةٍ , تَنْتَزِعُ مِنْ رَوْحِي خَرِيرَ الْدَمْعِ .. تَلْفَحُنِي بِعَنَاقِيدٍ مِنْ فَزَعٍ .

دَبَّ بَصِيصُ أَمَلٍٍ أَنْعَشَ الْرَوْحَ الَّتِي انْتَفَضَتْ مِنْ صَوْمَعَةِ الْسُبَات ,

ومَا إنْ تَشَبَّثَتْ مَخَالِبِي بِجَمِّ الْمَحَامِدِ , حَتَّى زَفَفْتُ إلَيْهِ حَاجَتِي , وَنَزَعْتُ إلَيْهِ بِرَجَائِي .


أَضْحَيْتُ أَبْنِي مِنَ الأَحْلامِ قُصُوراً , وأَنْسِجُ مِنَ الأَمَانِي حُلَّةً للْعِيدِ , يُثْمِل قَلْبِي لَحَظَاتٍ تَتَنَفَّسُ مَعَهُ الْحَيَاة .

وَهُنَا أَغْدَقَ عِطْرَهُ عَلَى مَعَابِرِي , حَيْثُ عَانَقَ دِفْءَ دَوَاخِلِي ...

لاخَوْفَ مِنَ انْكِسَارٍ , ولا ألَمَ احْتِيَاج ...!

فَطَغَتْ بَسْمَةٌ تُدْرِئُ عَنِّي آلاماً أَمْرَقَتْ صَبْرِي , اسْتَرَدَّتْ صَبَاحَاتِي الغَائِمَةَ بَرِيقَ نُورِِهَا ,

وشَدَتْ نَوَارِسِي سِيمْفُونِيَّةَ الشُّرُوق .


أُمْنِيَةٌ هِيَ أنْ أَحْتَرِِفَ عِشْقَاً وَلَوْ مَبْتُورَ الْمَلامِحِ ...!


مَاأجْمَلَهَا لَحَظَاتٍ أَذَابَتْنِي فِي تِيهِ عَطْفٍ أُبَوِّيٍ , أَسْكَبَتْ عَلَىَ رَوْحِي بَرَاءَةً طُفُولِيَةً ..

غَيْثٌ مِنْ جَمِيلِ شُعُورٍٍ اقْتَصَصْتَهُ خِلْسَةً , كُلَّمَا دَنَا اقْتََطَفْْتُ أَزَاهِيرَ الْحَيَاةِ مِنْ بَيْنَ رَاحَتَيْهِ ,

غَرَسْتَهَا فِي وَاحَتِي الْمَهْجُورَةِ نَبَضَاتٍ تَفُوحُ عَلَى خَاصِرَةِ الْلِقَاءِ رَحِيقَاً مِنْ فَرَحٍ .

فََقََدْتُ قُدْرَةَ الْتَحَكُّمِ بِذَاتِي حِينَ وَلِهْتُ بِهِ حَدََّ الْجُنُونِ ...

ظَنَنْتَه أَفْسَحَ لِي الْهُبوُطََ عَلَى عَرْشِ مَدِينَتِهِ الْسَاحِرَةِ ؛ لأرْتَكِبَ حَمَاقَةَ الْعِشْقِ .

مَاالَّذِي يَعْتَرِينِي ؟؟

أَهَذَيَانٌ أُخْفِي تَحْتَهُ تَفَاصِيلَ جُنُونِي ... أَمْ هَلْوَسَاتِ صَمْتٍ عَلَى اسْتِحْيَاءٍ تُتَرْجِمُ لَهْفَةً أَرْشَقَََتْ أنِينَاً اسْتَلَّ مِنْ خَفَقَاتِ قَلْبٍ تَنَفَّسَ فِيِه الْوَصَب ..


وَبِصَمْتِي الْمَغْرُورِ ... خَشَيْتُ أَنْ أَمُوتُ عَطْشَى فِي بَحْرِهِ الَّذِي صَدَحَتْ فِيِه مَوَاوِيلِ الْلِقَاءِ .

بِصَوْتٍ دَقِع ... مَنْ أَكُونَ لَهُ ؟؟! لَتَنْهَارَ بُرُوجِي المُشَيَّدَةُ فََوْقَ الْبَوَارِقِ ,

وتَتَسَاقَطُ الأمْنِيَاتِ ... تَتَكَوَّرُ خَلْفَ سَرَابٍ وَهِم .

لَكِن ...

سُرْعَانَ مَاانْبَثَقَتْ بَسْمَةٌ عَانَقَتْ شَوْقَ الْشَّمْسِ مُعْلِنَةً تَحَدِّي الأقْدَار .

أبَدًا ... لااسْتِسْلام ...!


لَهِِثْتُ مَرَّةً أُخْرَى خَلْفَ يَنَابِيعِ أَمَلٍ يَائِسٍ , أَنُوءُ بِعَطَشٍٍ يَشْتَكِي ظُلْمَ الْجَفَافِ ,

أَبْحَثُ عَنْ يَدٍ مُدَّتْ تُعَانِقُ ذَاتَاً عَلاهَا الْغُبَار , تَتَجَمَّعُ حَوْلِي جُنُودُ أفْكَارِي , تَرْسِمُ لِي احْتِيَالاتِ الْوِصَالِ ,

وبِاحْتِرَافٍ يُحَاكِي عَذَابَاتِي الْزَائِفةِ ... رَفَعْتُ أَنََامِلِي أُجَفِّفُ أَنْهَارَ دَمْعِي الْمُنْهَمِرَ مِنْ بَرَاكِينِي الْثَائِرَةِ , وَأُعْلِنُ انْصِهَارَ مَاتَبَقَّى مِنْ صُمُودِي , عَلَّنِي أَجَودَ بِمَسْحَةٍ حَانيَِةٍ تُعِيدُ لبَسْمَتِي بَرِيقَهَا الْمَصْلُوب ,

وإِذَا بِرَغْبَةِ انْتِصَارٍٍٍ مُلِحَّةٍ تَنْبَثِقُ مِنَ الأعْمَاقِ , تَصُبُّ جَامَ غَضَبَهَا مِنْ أَجْلِ الْبَقَاءِ .

فَلْتَتَقَدَّمِي يَايَدِي ... وَاقْتَطِفِي ذَلِكَ الْقَلْبَ الَّذِي أَحْيَا فِيكِ بَرِيقَا زَائِفَاً فَقَدْ حَانَ لَكِ وَقْتَ الْقِطَافِ .. بَادِرِي ...

وَلِتَطَأْ قَدَمَايَ عَالَمَاً أَوْصَدَ أَبْوَابَهُ , حَاوَلَ أَنْ يُطْوِي صَفَحَاتِ كِتَابٍ سَطَّرْنََا أَحْرُفَهُ مَعَاً ...

وَلِمَفَازَةٍ بِمَنْ أَطْعَمَنِي عَلَى مَأْدُبَةِ الْوَفَاءِ خداعا .


تُرَى ... إلَى مَتَى سَتَعْصِفُ عَلامَاتِ الْيَأْسِ بِمَلامِحٍٍ أَعْيَاهَا الْصِرَاع ؟؟


وَبِخُطَا الْوَاثِقَةِ الْمُدَلَّلَةِ أَرْقَلْتُ , أَسْتَجْمِعُ ذَاتِي .. أَنْتَظِرُ الْحَصَادَ ...

ادَّعيْت الْحَيَاةَ رَغْمَاً عَنْ خِنْجَرٍ غَرَسَهُ فِي ذُهُولِي ...أَأْتَزِرُ أُمْنِيةَ الْتَلاقِي ... أَلْتَحِفُ الْغَوْصَ فِي أَحْلامٍ رَسَمَهَا رَجَائِي ..

سُلْوَاهُ أَنَا .....!

أَغْلَقْتُ كُلَ نَوَافِذِي وَأَشْرِعَتِي ,أَتَرَنَّحُ عَلَى شَفِيرِ أَشْوَاكِهِ الْمَسْمُومَةِ .

يَالِغَبَائِي ... عَشِقْتُ سَوَادَ مَوْتَتِي , عِنْدَمَا بَصَمْتُ بِخَيْبَتِي الْمَسْجُورَةِ , يَلُوكُنِي ظَلامُ حِيَرتِي , تَهْذِي نِهَايَتِي الْمَحْتُومَةِ عَلَى مِفْصَلَةِ غُرْبَتِي , أَرْكُضُ خَلْفَ رُفَاتِ نَبَضَاتِي .

تَبَّاً لِنَفْس ٍ قَتَلَتْ فِيَّ نَفْسِي , وَطَمَعٍٍ أَسْدَلَ أَسْدَافَهُ عَلَى أَعْيُنٍ لَمْ تَرَ فِيِه إِلا عَاشِقَاً أََحْمَقَا ..


مَبْتُورَةٌ هَيَ الْلَحَظَاتُ ... مَوْءُودَةٌ صَفَحَاتٍ تَعُجُّ بِذِكْرَيَاتٍ تَرَاقَصَتْ عَلَى أَنْغَامِ لَوْعَتِي ...


وَسَطَعَتْ شَمْسُ الْنِهَايَةِ بَعَثَتْ فِي مِحْرَابِي رَائِحَةَ الْفِرَاقِ .

دهشة أَنِيقٌة بِنَكْهَةِ الْدُمُوعِ الْبِاسِمَةِ

أغْرَقَتْنِي عَلَى بَوَّابَةِ الْفَاجِعَةِ عِنْدَمَا قَرَّرْتُ الْفِرَارَ مِنْهُ إلَيْهِ , أتَّكِئُ عَلَى أَمَلٍٍ كَهْلٍِ رُبَّمَا ...

وَهُنَاكَ ... احْتَرَقَتْ أنْفَاسِي بِلَهِيبِ الصَدّ

فالْرَّوْحُ كَانَتْ تَنْبِض ... تَنْبِض ... تَنْبِض ...

لَكِنْ ...... في قَلْبٍ آخَر .!


يَاسَيِّدَ الْوَجَعِ ...

خَرَسَ الْقَلَمُ ... نَزَفَ الأَلَمُ ...فَشَلَ الْبَقَاءُ ...

قَدْ كُنْتَ وَهْمَاً صَوَّرَهُ لِي قَلْبِي الْكَفِيفُ

أَهْذِي بِالْغَرَامِ بِِلا حَيَاء