الخميس، 22 يوليو 2010

ظل الزجاج

حَبَانِي اللهُ مَالََجَّ بِيَ الْشَوْقُ إلَيْه طُوَال سَنَوَاتِ الْعَذَابِ الْسَحُوقِ , وَرِحْلَة تَخَضَّبَتْ بِدِمَاءٍ تَسِيلُ مِنْ شَبَابٍ زَنَرَتْ مِنْ قُوَّتِهِ عَنَتَاً وَإنْهَاضَاً , بَلْ وَكَثِيرَاً مَازَهَفَتْ إِلَىَ مواتٍ مُدَمْدَمٍ .
صَحِيح أَنَّ اللهَ سُبْحَانَه وتَعَالَى حَبَانِي زَهْرَةً زَكِيَّةً , ثَََمِلْتُ مِنْ رَحِيقِهَا عِطْرَ الْطََمَأْنِينَةِ الَّتِي تَرَكَتْهَا فِي زَوَايَا الْنَفْسِ , حَطَّتْ بِي عَلَى قَارِِعَةِ أَمَلٍ يُهَرْوِلُ لَهُ الْنَبْضُ فِي الْحَوَاسِ ؛ إِلَّا أَنَّنِي كُنْتُ أَتُوقُ دَائِمَاً لِرُؤْيَةِ وَلِيدٍ أَتَّكِئُ عَلَيْهِ عِنْدَمَا يَشِبُّ وَأَشِيبُ , ويَكُونُ لِي عِوَضَاً عَنْ الْمَفْقُودَةِ .
- يُشْبِهُنِي كَثِيرَاً ... عَيْنَان عَسَلِيَّتَان... أَنْفٌ مُسْتَعْرَضٌ يُشْبِهُ أُنُوف أََجْدَادِي الأتْرَاك ,!
كَانَ فِي الْطُولِ أَهْوَجٌ .. ذُو وَجْرَةٍ .. إِذْ كَانَ ذَا غَضَاضَةٍ .. وََبَهْجَةٍ
يَوْمَاً بَعْدَ يَومٍٍْ كَانَ يَزْهُو شَبَابَاٍ , حَتَّى شَبِِلَ فِي بَنِي أبِيهِ .
عَقََدْتُ بِهِ حَبْلَ الأمَانِي , فَقَدْ أَصْبَحَ الْحِلْم عَلَى طَرَفِ الْثُمَامِ .
حَانَ أَنْ يُكْمِلَ مَسِيرَةً أَبَِتْ إِلَّا أَنْ تَعْنَقَ نَحْوَ الْثَرَاءِ الَّذِي أَدْهَقَ كَأْسُهُ إلَى أَصْبَارِهِ .
بِتُّ أَتَرَقَّبُهُ .. وَهُوَ يَجُوبُ رُدْهَةَ الْمَنْزِلِ مَارَّاً مَابَيْنَ دَوْرَةَ الْمِيَاةِ وَحُجْرَتِهِ الْخَاصَةِ يَرْتَدِي سِرْوَالَهُ , تَرْتَادُ نَظَرَاتِي جَوَلاتِهِ , أَرَاهُ مَفْتُول الْعَضَلاتِ .! مُسَيْطِرَة عَلَى مَلامِحِهِ الْحَيَوِيَّة .
نَظَرْتُ إلَى عَجْزِي ,وَتَذَكَّرْتُ ذَلِكَ الْيَومَ الَّذِي لَكِزْتُ فِيِه يَدِي صَوْبَ زُجَاجِ الْنَافِذَةِ ؛ كَيْ أَتَقَيَّؤُهَا مِنْ مِحْرَابِ أَوْرِدَتِي الَّتِي تَتَعَبَّدُ فِيِهِ ذِكْرَاهَا , وَالَّتِي مَازَالَتْ تَعْبِقُ بِحُبِّهَا الْمَلْعُون ,
هَه ... مَاهََذَا ؟ هَلْ أَمْنَحُهُ َسَنَوَات عُمْرِي ؟
لِِمَ وَقَدْ وَاجَهْتَ وَحْدِي الْزَمَن الْلَعيِن ؟
صَمَتُّ هُنَيْهَةً ...
- لا ... تِلْكَ ثَرْوَتِي سَأَظَلُّ مَعَهَا بِعِزَّةٍ قَعْسَاءٍ
أَمَّا هُوَ .. لِيذْهَبَ والْجَحِيم ؛ فَنَصِيبه مَبْتُورٌ ... مَوْءُودٌ
انْسَابَ مِنِّي الْدَمْعُ هَاتِنَاً عَلَى وَلَدِي عِنْدَمَا قَالَهَا زَوْجِي .. وَأَيْقَنْتُ وَقْتَهَا
أَنَّهَا أُبُوَّةٌ مَبْتُورَةٌ , وأَنَّ فَاقِدَ الْشَيْءِ لايُعِطِيهِ .!

ليست هناك تعليقات: