الثلاثاء، 12 أغسطس 2008

صورة لم تكتمل



وقفت تترقب من بعيد .. تتملق أحزانها ..
ولاتدري الي أين تأخذها هذه النظرة فتحمل من الأثقال هموما
أطرت علي وجهها تجاعيد امتزجت بمعالم شبابها ..
فأشعرتها بذات ليس لها فيه الا سنوات مضت وعقودا لم تعشها .
تلك صورتها التي احتفظت بها طويلا ولكنها أرادت أن تتخلص منها
وتتخلص من معاني اليأس , وتنهي تلك الحياة اليتيمة .
مزقت الصورة وأخذت تترقب أشلائها وهي تتطاير هنا وهناك ...
ورأت بقاياها تتطاير في الفضاء وتبعثرت ممزقة الي مكان بعيد ...
كان هو الانتحار !!
ولم يكن لها مسلك غيره فقد أضحي طريقا واحدا حتم عليها السير فيه .
اختفت أشلاء الصورة ولم يبق منها الا دمعة امتزجت بابتسامة وداع حاولت أن تخفيها ..
ونظرة طالت حتي رسمت بسمة انبثقت رغما عنها لتري شعاع ضوء امتد لها ,
يشد علي حاضرها بقوة ويمد الي نفسها الحزينة سرورا , وينسج لأفكارها الكئيبة أملا .....
وهنا انتهت الصورة وقد اعتقدت أن الأمر قد انتهي وحسب !
ولكنها عندما شرعت الي اغلاق كل النوافذ باحكام وفي سهو منها نسيت تلك النافذة
التي غفوت عن احكام غلقها !
فقد أحكمت اغلاق جميع نوافذ الواقع ونسيت نافذة الأحلام حيث تكمن هناك مقومات
صورة لاتخضع للعقل ...
هناك في عالم آخر يظهر فيه كل شيء ولا مكان فيه لاخفاء المشاعر .
ولكنها صورة لم تكتمل
نافذة الأحلام ... تلك الصورة التي لم يتم اكتمالها في عالم اليقظة
انه العالم المثالي المفقود ... عالم يكرر نفسه علي سفينة أحلام وردية تجوب عباب
البحر متجهة نحو جزيرة السعادة في وقت غرقت فيه سفينة الحب في عالم اليقظة .
كل النواقص اكتملت هناك حيث كل شيء صاف وجميل صور ببراعة وابداع حيث
امتزجت صورة الحلم بصورة الواقع
فاكتملت الصورة

ليست هناك تعليقات: