الخميس، 29 يوليو 2010

فراق


عَلََى لِحُونِ الْفِرَاقِ صَارَتْ تَرَانِيمِي يَبَابَاً يُقَهْقِهُ وَجَعَاً ...
تَمتَطِي آهَاتِي سَرَابَاً وَاهِمَاً .. تَسْكنُنِي أشْبَاح الْحُزْنِ ,
كُلَّمَا فَكَكْتُ سِرَاجَ رِيحِهَا تَتَلَبَّسَنِي أَلْفَ رِيحٍٍ تَتَمَخَّضُ خَوَاطِرِي
وَعَلَى ضِفَافِ أَهْدَابِي تَرَاقَصَتْ مَدَامِعِي مَقْهُورَةً
تُطَبْطِبُ الذِكْرَى عَلَى أَطْلالِ قَلْبِي ..
فَيَفِرُّ الْشَوْقُ مِنْ بَيْنَ ضُلُوعِ الْحِيرَةِ ...
يُصَابُنِي بِشَرْخٍ لايَبْرَأُ فِي جِدَارِ الْرُوحِ

الأربعاء، 28 يوليو 2010

بسمة على بوابة الكذب


نَزَلْتُ فِي ذَلِك الْمَقْهَى ؛ أحْتَسِي نَوْعَاً مِنْ الْرِضَابِ ..
هُنَاكَ قَرَأْتُ وُجُوهَ الْنَاسِ أَتَفَرَّسُ فيهَا :
منها عَابِسَةً ...
وأخرى تُرَتِّلُهَا بَسْمَةً , يَخْطُو نُورُهَا , يَشُقُّ الْعَتْمَةَ , تَصُبُّ دَاخِِِِِلهَا عَزْمَاً وأَمَلاً ,


- يَاعَبْهَرِيَةَ الْنَسِيمِ ..! انْتَظَرْتُكِ كَثِيراً ... كَلِمَاتُكِ : شَذَاً تعْبِقُ بِِِهِ الأَرْجَاءُ .. زهور تَيْنَعُ بِدَاخِلِي ..!

لَكِ هَذَا : كَأْس ودٍ مْعَتَّقٍ نَتَقَاسَمهُ مَعَاً , أَوَدُّ الْتَوَاصُلَ غَالِيَتِي .. وَقَفْتُ مَشْدُوهَاً مُذْ رَأَيْتُكِ .. ثَكْلََى كَلِمَاتِي , ومُنْهكَة حُرُوفِي ... هَلْ لَي أَنْ أَرَى محْيَاكِ ؟!
سَبَقَتْنِي قَدَمَايَ بِالْخُرُوجِ , أتَقَيَّأ اشْمِئْزَازَةَ مُقْتٍ .


تَتَعَثَّرُ خُطَايَ...

عَلِيلٌ ... ! مُؤَكَّدِ أنَّهُ يَتَألَّمُ , بَلْ يُرِيدُ الْمُسَاعَدَة ...
- ياذات الصوت الآسر.. قَدْ أصَابَنِي الْوَصَبَ , وتَخَبْخَبَ الْبَدَنُ حَتَّى لَصبَ جَلْدُهُ , اسْتَعَزَّ بِِيَ الْعَيَاء وأَضْنَانِي الْهَيْضُ , وقَدْ أَعْضَلَ الْدَاء الأطِبَّاء , وعِلَّتِي لا يَنْجعُ فِيهَا الْدَوَاءُ .
آآآهَاتٍ .. أَنْ لا تَتْرُكِينِي يَاسَلِيلَةَ الْكَرَمِ , فَمَا أَحْوَجَنِي لِوُجُودكِ ... كُونِي بالْجِوَارِ ...!
يَالَهُ مِنْ نَائِحٍ مَلُولٍ ..
نَظَرْتُ فِي أَعْيُنِِ كَلِمَاتِه , قَرَأْتُها انْتِدَاحَاً , فَوَهَصْتُ بِهَا .


هُـــــنَا ..! وَدَدْتُ صِلَةً مُوثِقَةُ الْعرى , لِيَكُنْ بَيْنِي وبَيْنَهُ حَبْلٌ مُحْصَفٌ ...

- أُخْتَاهُ ..
رَدِيئَةٌ تلك البَضَائِعُ وأَنَا لَكِ نَاصِحٌ أمِين ...
لاتَجْذِبُكِ ألْوَانُها فَتضِلِّي ... ولا تُبْهِرُكِ أضْوَاؤُهَا فَتَكُونِي مِنَ الْنَادِمِين .
إني أتَوَسَّمُ فِيكِ مَخَايِل الْكَرَمِ , وأرَاكِ مُطْهَمَةُ الْخُلُقِ ... مَاءُ الْجَمَالِ يَتَرَقْرَقُ فِي حَرْفِك وَقَدْ فَغَا عَبِيرُه طُهْرَاً , وتَضَمَّخَ بِالْنَقَاءِ .
أصَخْتُ لَهُ , وتَلَمَّظْتُ كَلِمَاتَهِ . كَمْ هُوَ جَم الإِفْْضَالِ ... فَيَّاض الْلهَى .
ظَنَنْتُهُ هَكَذَا ..! دَنَوْت أرْتَجِِيه احْتِوَاء ...
أذْهَلَنِي مَا ارَتَأَيْتهُ..! إنه يَسْتَنْزِلُ عَنْ حُلْمِهِ , ويَزْدَهِفُ عَنْ وَقَارِهِ , وقَدْ حَلَّ حُبْوَتَهُ الْطَيْشُ .


أمممممم ....

مَاأَطْيَبَ رَائِحَة الْزُهُورِ الْزَكِيَّةِ ....
مَاأرْوَعَهَا .... نََدِّيٌ صَبَاحُهَا بَائِعَةُ الْوَرْدِ , عِنْدَمَا يَزُّخُ قَطَرَاتَهُ عَلَى الْرَوْحِ يُرْوِيهِ بَلْسَمَاً ..
جَذَبَتْنِي رِقَّتُهَا وآثَرَنِي عَطَاؤُهَا ..
- أَنْ خُذِي هَذِه يَاحَبِيبَة : فِي صَبَاحِي أَنْتِ أُنْشُودَةً ...
حقاً مَا أَجْمَلَ الْبَيْلَسَان وسَنَابِل الْقَمْحِ وزُهُور الْلَوْزِ .
اِقْتَرَبْتُ ... أَكْثَرَ لأقْطِفَ مِنْ بُسْتَانِهَا , وإذَا بِي أٌطْبِقُ يَدِي عَلَى أَشْوَاكٍ دَامِيَةٍ ...
آااااه ... كَمْ آلَمَتْنِي حَتَّى تَنَفَّسْتُ الْدُمُوعَ حَسْرَة ً..!
انْحَنَى عُودُ الْقَمْحِ هَاتِنَاً .. يُقَبِّلُ قََاعَ مَاقَدْ وَطَأَتْهُ قَدَمَايَ ... وَهَبَّتْ دَمْعَةٌ أودعت جفني نيران السهد وهياج الوجع


اسْتَنْشَقْتُ كِبْرِيَائِي , وتَطَهَّرْتُ بِعِزَّتِي ...

أمْتَطِي صَحْوَةَ الْضَوْءِ .


هَمَمْتُ بِِالْخُرُوجِ مُسْرِعَةً عَاقِدَةَ الْعَزْمَ عَدَمَ الْعَوْدَةِ ؛ فَعِطْرِهَا كاَذِبٌ .. خَادِع .

وَهُنا اخْتَلَطت بِدَوَاخِلِي ثَوَرَاتٌ كَادَت تَتَفَجَّرُ بركاناً .....


كَثِيرَاً مَاتَلَقَّفَتْنَي الْخََوَاطِرُ الْوَاهِنَةُ ... تَتَمَعَّنُ الْعُزْلَةَ والْحَيَاةَ المُعْطِبة ...

إنْطِوَاءٌ .. يُقَهْقِهُ عَابِثَاً بِتَأَمُّلاتِ صَمْتِي ..!
وثِقَةٌٌ .. يَتُوقُ لَهَا الْفَقْدُ لِتَتَرَبَّعُ عَلَى عَرْشِِِ الإنْزِوَاءِ ,
حِينَ احْتَضَنَ خَاطِرِي مَخَاضُ الْفِكْرًةِ : أََنْ الْفُظِي تِلْكَ الْوِحْدَةَ الْمُوحِشَة .


رِحْلًةٌ مُفْلِسَةٌ إلَى مُلْتَقَى الأوْهَام.ِ..

وَقَفْتُ عَلَى حَافَةِ قَرَارٍ بِالْعَوْدَةِ صَفِرَاً .. وكَفَانِي تَقَعْقُعَاً مَابَيْنَ نَصْبٍ لِلْحَبَائِلِ ... وَبَثٍ لِلْغَوَائِلِ .


آَثَرْتُ الْصَمْتَ ...

وآثَرْتُ الْوِحْدَةَ ...
فَقَطْ حَاوَلْتُ لَمْلَمَة شِتَات فِكْرِي الْمَنْثُور .


نَظَرْتُ عَلَى مَرْأَى الْبَصَرِ ...

اقْتَرَبْتُ .. شَعُرْتُ بِجِيُوشِ الْخَوْفِ بَاتَتْ مَهْزُومَة ... حَيْثُ تَهَاوَتْ قِلاع الْيَأْسِِ ... قِنْدِيل أَضَاءَ دَيْجُور الْلَّيْلِ يُعَانِقُ الْرَوْحَ ,
يَقِينٌ وَارِفٌ ... وصِدْقٌ صَهِيلُ حَرْفُه صَادِح ..
أخَذْتُ أُحْدِقُ الْرُؤْيَةَ لِتِلْكَ الْجَوْهَرَةِ الْسَنِيَّة , الْسَاطِعُ نِبْرَاسها... دَنَوْتُ مِنْهَا ... دَنَوْتُ أكْثَرَ , لأرَاهَا مَوْسُومَةً بِالْخَيْرِ !
وَضَعْتُهَا أَمَامَ عَيْنِيّ تَحْتَضِنُهَا الْمُقَل ...أَتَنَفَّسُهَا فِي امْتِنَانٍ .


أغْلَقْتُ الْحَاسُوبِ والْبَسْمَة مِلْء الْقَلْبِ .. لَنْ تَنْتَهِي أَبَدَاً .

الخميس، 22 يوليو 2010

ظل الزجاج

حَبَانِي اللهُ مَالََجَّ بِيَ الْشَوْقُ إلَيْه طُوَال سَنَوَاتِ الْعَذَابِ الْسَحُوقِ , وَرِحْلَة تَخَضَّبَتْ بِدِمَاءٍ تَسِيلُ مِنْ شَبَابٍ زَنَرَتْ مِنْ قُوَّتِهِ عَنَتَاً وَإنْهَاضَاً , بَلْ وَكَثِيرَاً مَازَهَفَتْ إِلَىَ مواتٍ مُدَمْدَمٍ .
صَحِيح أَنَّ اللهَ سُبْحَانَه وتَعَالَى حَبَانِي زَهْرَةً زَكِيَّةً , ثَََمِلْتُ مِنْ رَحِيقِهَا عِطْرَ الْطََمَأْنِينَةِ الَّتِي تَرَكَتْهَا فِي زَوَايَا الْنَفْسِ , حَطَّتْ بِي عَلَى قَارِِعَةِ أَمَلٍ يُهَرْوِلُ لَهُ الْنَبْضُ فِي الْحَوَاسِ ؛ إِلَّا أَنَّنِي كُنْتُ أَتُوقُ دَائِمَاً لِرُؤْيَةِ وَلِيدٍ أَتَّكِئُ عَلَيْهِ عِنْدَمَا يَشِبُّ وَأَشِيبُ , ويَكُونُ لِي عِوَضَاً عَنْ الْمَفْقُودَةِ .
- يُشْبِهُنِي كَثِيرَاً ... عَيْنَان عَسَلِيَّتَان... أَنْفٌ مُسْتَعْرَضٌ يُشْبِهُ أُنُوف أََجْدَادِي الأتْرَاك ,!
كَانَ فِي الْطُولِ أَهْوَجٌ .. ذُو وَجْرَةٍ .. إِذْ كَانَ ذَا غَضَاضَةٍ .. وََبَهْجَةٍ
يَوْمَاً بَعْدَ يَومٍٍْ كَانَ يَزْهُو شَبَابَاٍ , حَتَّى شَبِِلَ فِي بَنِي أبِيهِ .
عَقََدْتُ بِهِ حَبْلَ الأمَانِي , فَقَدْ أَصْبَحَ الْحِلْم عَلَى طَرَفِ الْثُمَامِ .
حَانَ أَنْ يُكْمِلَ مَسِيرَةً أَبَِتْ إِلَّا أَنْ تَعْنَقَ نَحْوَ الْثَرَاءِ الَّذِي أَدْهَقَ كَأْسُهُ إلَى أَصْبَارِهِ .
بِتُّ أَتَرَقَّبُهُ .. وَهُوَ يَجُوبُ رُدْهَةَ الْمَنْزِلِ مَارَّاً مَابَيْنَ دَوْرَةَ الْمِيَاةِ وَحُجْرَتِهِ الْخَاصَةِ يَرْتَدِي سِرْوَالَهُ , تَرْتَادُ نَظَرَاتِي جَوَلاتِهِ , أَرَاهُ مَفْتُول الْعَضَلاتِ .! مُسَيْطِرَة عَلَى مَلامِحِهِ الْحَيَوِيَّة .
نَظَرْتُ إلَى عَجْزِي ,وَتَذَكَّرْتُ ذَلِكَ الْيَومَ الَّذِي لَكِزْتُ فِيِه يَدِي صَوْبَ زُجَاجِ الْنَافِذَةِ ؛ كَيْ أَتَقَيَّؤُهَا مِنْ مِحْرَابِ أَوْرِدَتِي الَّتِي تَتَعَبَّدُ فِيِهِ ذِكْرَاهَا , وَالَّتِي مَازَالَتْ تَعْبِقُ بِحُبِّهَا الْمَلْعُون ,
هَه ... مَاهََذَا ؟ هَلْ أَمْنَحُهُ َسَنَوَات عُمْرِي ؟
لِِمَ وَقَدْ وَاجَهْتَ وَحْدِي الْزَمَن الْلَعيِن ؟
صَمَتُّ هُنَيْهَةً ...
- لا ... تِلْكَ ثَرْوَتِي سَأَظَلُّ مَعَهَا بِعِزَّةٍ قَعْسَاءٍ
أَمَّا هُوَ .. لِيذْهَبَ والْجَحِيم ؛ فَنَصِيبه مَبْتُورٌ ... مَوْءُودٌ
انْسَابَ مِنِّي الْدَمْعُ هَاتِنَاً عَلَى وَلَدِي عِنْدَمَا قَالَهَا زَوْجِي .. وَأَيْقَنْتُ وَقْتَهَا
أَنَّهَا أُبُوَّةٌ مَبْتُورَةٌ , وأَنَّ فَاقِدَ الْشَيْءِ لايُعِطِيهِ .!

السبت، 3 يوليو 2010

ويكأنه ... أنا





يَرْسِمُنِي بَسْمَةً تُصَارِعُ بُحُورَالْخَوْفِ
تَطْرقُ بَابَ أَحْلامٍٍ اغْتَالَتْ شَهِِيَّةَ الْصَمْتِ الْرَهِيبِ
فَتَخُونُنِي الْكَلِمَاتُ وَتَفِرُّ فِرْسَانُ الْحُرُوفِ خَلْفَ تَفَاصِِيلِ الْحِكَايَةِ
يَكْتُبُنِي حَنِينَاً ... دَمْعَاً نَتَقَاسَمَهُ مَعَاً ...
تَشْهَدُ عَلَيْهِ صَبَاحَاتِ الأمَانِي الَّتِي تَعْشَقُ مَلامِحُ لَيْلِي الّذِي يَخْشَى الْفِرَاقَ .

يَغْرِسُنِي جُنُونَاً فِي مِسَاحَاتِ شَمْسٍ لاتَشْرِق لِسِوَايَ ..
تَتَسَلَّلُ تُصَافِحُ غُرْبَةَ الْرُوحِ ...
أَرْتَجِفُ كُلَّمَا اقْتَرَبْتُ مِنْ مَأْدُبَةِ الْوَدَاعِ .!
لَكِنَّهُ ...
يَمْنَحُنِي قَلْبَاً ... حُلْمَاً ...
وَيَهْدِينِي رُوحاً أسكنها ... تسكنني ..
وَيَكَأَنَّهُ .... أَنـَــــا .!